التيه في تفاصيل أمي

ا

ايمن66

زائر
متسلسلة ... الجزء الأول

كل التغيرات في حياتنا تبدأ بفكرة .. فكرة قد نحاربها بإستماتة او قد نعتنقها ونؤسر بها حتى الموت.. اليقين الوحيد هنا اننا بعد الفكرة لا نعود كما كنا قبلها .. بل نتغير..

انا شاب وحيد لأمي .. توفي والدي بعد شهرين من ولادتي .. تركنا وحيدين، لكنه ترك لنا ايضا كم وفير من الممتلكات والمال .. فعشنا حيات ميسورة ولم نعتز مساعدة احد ..بل على العكس فقد كانت امي تستثمر المال وتديره ادارة جيدة وبنت مكتب سياحيا غدا بعد ذلك شركة سياحية لديها بعض الفروع والعلاقات في بلدان اخرى.. حتى اصبح الاخرون بحاجتنا وليس العكس.
امي .. هذه المرأة الصلبة التي تملك من الجسارة والقوة والثبات ما لا يملكه كثير من الرجال.. كانت بالنسبة لي كالمصباح السحري .. حققت لي كل زغباتي وامنت كل احتياجاتي، المادية منها والمعنوية.
لم ارها يوما تبكي او تشتكي .. بل هادئة كجبل.. واثقة تدير كل الامور بإحترافية عالية.
هذا كله جعلني مذهولا دائما امام هذه الشخصية القوية لأراها دائما مثلا اعلى يحتذى به.. لم استطع ان ارفض لها طلبا او ان اعارضها يوما.. بل اثق دائما يقيادتها وحكمتها وحنكتها .. واشعر بشكل لا ارادي ان كل ما تقوله صحيح وكل ما تفعله جميل .. واصبحت سعادتي من سعادتها ومتعتي في نجاحاتها.
على الصعيد النفسي فأنا اعلم جيدا انني شخص اتكالي بشدة عليها .. واحلامه مرتبطة بأحلام شخص اخر هو امي ومتعتي كانت من متعتها.. هذا الاحساس غريب جدا .. يجعلني اشعر اني شبه معزول عن العالم الخارجي .. لا يمكنك ان اراه الا من خلال عينيها.. ولا تحسسه الا من حواسها..

انا الان في الثانية و العشرين من عمري وامي غدا ستصبحت في الأربعين.. غدا عيد ميلادها .. سيحتفل بها صديقاتها واصدقاؤها كالعادة في الصالة التابعة لشركتنا.
جاء الغد المنتظر واجتمع الجميع وبدئنا نحتفي بها ... كانت امي كالملكة في اطلالتها .. بفستان اسود انيق تتداخل لمعة جميلة في تفاصيلة.. قصير من الاسفل ويعلو ركبتها خمسة عشر سنتيمترا .. وحذاء اسود لامع له بوز وكعب رفيعين ويكسو ساقيها جراب شيفون اسود يظهر من ورائه بياض ساقيها بطريقة ساحرة.. واحمر شفاه بلون خمري قان وكذلك كان لون طلاء اظافرها.. بدت ممشوقة القد نحيفة الخصر مكتنزة الصدر والارداف بطريقة خرافية ..شعرها مسبل كشلال اسود ناعم يصل اسفل مستوى كتفيها بقليل.. بدت امي سعيدة ووجهها مبتسم .. لكني شعرت ان هنالك شيء من الحزن مختبئ خلف ابتسامتها.. ربما لم يلحظ هذا احد غيري .. ربما لانها امي وانا اكثر شخص يعرف تفاصيلها وايماءاتها .. هنالك شيء ما يقلقها .. هل هو سن الاربعين الذي تخاف منه مجمل النساء.. اما ان هناك شيء اخر يعكر صفو مزاجها ..
مرت الساعات وانتهي الاحتفال وعدنا للبيت ومعنا كثير من الهدايا.. لكن نيرمين (وهو اسم امي) لم تقم بفتح الهدايا كعادتها عند عودتنا.. وهذا بالضبط ما اثار قلقي عليها اكثر وشعرت ان غيمة كآبة تعكرني انا الاخر ..
بدأت بمراقبتها من بعيد ومن غير ان تشعر بتطفلي .. سألتها بكل لطف..
-امي .. هل انت بخير ؟!
بإبتسامة باهتة ..
-لا تقلق انا بخير ما يرام .. انا مرهقة قليلا اريد ان انام فحسب.
- حسنا اذا .. تصبحين على خير .. انا ايضا سأخلد للنوم
صعدت غرفتي بالدور الثاني
اطفأت امي الانوار وبقي ضوء اللمبادير الخافت في الصالون ..
اعتقدت انها ستخلد ايضا للنوم ..
بعد ساعة من الزمن.. سمعت صوت زجاج يرتطم بزجاج بطريقة خافتة.. كما لو انا اقداحا تضرب ببعضها عند رفع نخب حدث ما..
خرجت من غرفتي بهدوء وعلى اطراف اصابعي ونظرت من اعلى الممر الى الاسفل
فوجدت امي مازالت جالسة في الصالون .. قد خلعت حذائها ومدت رجليها على الاريكة وبقي جذعها منتصبا .. وبجانبها زجاجة النبيذ .. كانت تمسك كأس النبيذ من فوق عنقة الطويل بكلتا كفيها وتغب رشفة تلو رشفة .. وجسدها مسمر لا تيحرك منه شيء الا ذراعيه حين ترشف النبيذ او عند ملئ كأس جديد.. بقيت محدقة في نقطة واحدة .. ولكن خيالها في مكان اخر تماما.. سارحة بتفكير عميق..
جلست انا على الارض وبقيت اراقبها من بين خشبات الدرابزين اكثر من نصف ساعة ..
هل انزل اليها واسألها عما يجعلها حزينة .. ام احترم وحدتها واتركها تعيد ترتيب افكارها بحريتها.. شعرت انها ترغب في هذه اللحظة في التحدث الى نفسها اكثر بكثير من التحدث مع الآخرين..
وضعت الكأس من يدها فجأة وانتصبت بجسدها واقفة ونظرت الى المرآة الطويلة الموجودة على بعد مترين منها .. واتجهت نحوها بخطى ثقيلة مترنحة وراحت تحدق بالمرآة تارة وفي تفاصيل كفيها ورقبتها .. كمن يحاول ان يبحث عن تجاعيد في جلده.. عرفت الان مشكلتها.. انها تشعر بتقدمها بالسن ... ولكن كيف هذا وهي في طلتها اليوم اجمل من اجمل النساء .. ما هي الا برهة حتى ارجعت يديها خلف ظهرها للاعلى وراحت تفك سحاب فستانها .. ثم اخرجت يداها من الفستان لينسلت دفعة واحدة للأسفل كما ينسل الماء على ورقة شجر ملساء...
لم يبقى شيء يستر جسدها الا سنتيان اسود انيق وكيلوت سترينغ وجراب اسود شفاف ..
اخذت امي حذائها من جديد وقامت بإرتدائه ... وراحت تحدق بجسدها في المرآة وتتمعن تفاصيل انوثتها... تقرب ذراعيها لتضب نهديها وتظهر تفاصيلهما اكثر.. ثم تتحسس خصرها .. ثم تلتفت بخلفيتها لتراها في المرآة ... كانت هذه هي المرأة الاولى التي ارى فيها امي كأنثى .. كما لو ان شيئا ساخنا سرى تحت جلدي كموجة وصلت حتى رأسي.. وبينما هي تتلفت وترى تفاصيل جسدها .. واذ بها تلمحني من اسفل .. انصدمت حين رأتني وصرخت بنبرة حادة :
-ادخل لغرفتك واكمل نومك.
ثم اخذت فستانها ودخلت مسرعة الى غرفتها

بأحاسيس مختلطة دخلت غرفتي خجل من رؤيتها لي .. ومدهوش مما فعلت .. ومسحور بأنثى جميلة جديدة اسحوذت على عقلي وقلبي.. وانا صامت وفي حيرة من امري .. فتح الباب ودخلت امي علي الغرفة وتقدمت نحوي وجلست على حافة سريري . صمتت قليلا وهي تنظر الارض ثم رفعت عيناها نحوي وسألت:
لماذا كنت تراقبني يا ايمن ؟
لم اكن اراقبك يا امي .. لكنني كنت خائفا عليك .. فلم تكوني على ما يرام اثناء الحفل وحتى الان .. واردت فقط الاطمئنان عليك.
-صمتت قليلا ثم قالت:
انا اسفة حقا لاني صرخت عليك
- لا تعتذري يا امي فأنت على ما حق .. ما كان علي ان اراقبك بهذه الطريقة .. اعلم يا امي انك اليوم اصبحت في سن الاربعين الذي تخافه كل النساء .. لكنك جميلة جدا .. جميلة لدرجة انك اجمل امرأة رأيتها بحياتي
ابتسمت نيرمين قليلا ثم قالت:
- ربما لأني امك .. وتحبني .. لست الاجمل فقد بدأ يهزم الزمن جسدي .. انها مرحلة جديدة من العمر علي ان اتقبلها.
- لا.. انت حقا الاجمل.. هذا ما رأيته اليوم .. فما زال جسدك جميلا جدا دون عيب يشوبه
- لقد بدأ جلدي يفقد مرونته يا ولدي
- على العكس تماما فقد صار اكثر نعومة وليونه.. وعن نفسي اقول ان اجمل النساء هن اللاتي في سن الاربعين والخمسين.. تصبح انوثتهن ناضجة اكثر واجسادهن اكثر ركازة وتضاريسهن اجمل .. وانتي اجمل من رأت عيناي في هذا السن
- نهضت امي ثانية وكمن عادت له الحياة .. عادت النظر في مرآة غرفتي واخذت عنها الروب وبقيت في اللانجيري الاسود من جديد وبدأت تتأمل جسدها وتقول :
-لو كان مشدودا اكثر لكان اجمل
- وبحركة لا ارادية مني وضعت يدي على خصرها وانا اقول..
- هذا انعم جسد ممكن ان يحصل عليه رجل.. واتمنى ان تكون زوجتي مستقبلا تملك نصف ما تملكين يا امي
نظرت امي الى عيناي من خلال المرآة نظرة غريبة لم اعهدها من قبل ووضعت كفاها على كفاي الذين على خصرها وقالت:
- هل حقا انك لا تجاملني يا ايمن ؟
-على العكس تماما يا امي .. فكيف لي ان احظى بجسد مثل هذا وخصر مثل هذا وتضاريس انثوية رائعة كالتي اراها الان
اخلد الى النوم الان يا عزيزي .. احلاما سعيدة
ثم خرجت امي من غرفتي وذهبت هي ايضا لتنام.


((نهاية الجزء الأول))
 
لا تكتب تعليق خارج سياق الموضوع حتى لا تتعرض للحظر

المواضيع المتشابهة

أعلى